في النفوس ضيق وفي الصدور حرج وفي المعاملة غلظة وفي الألفاظ شدة وكثيرةٌ هي الصور التي تجعل بين الناس ما نسميه اليوم الحياة الصعبة التي لا تكاد تخلص فيها الابتسامة إلى الشفاه ولا تدخل السعادة إلى القلوب ولا يحل اللطف والأنس بين الناس في المعاملة. كم هي الصلات منقطعة وكم هي العلاقات متوترة وكم هي النفوس منقبضة وكم نحن في حاجة إلى ما يرطب القلوب وينديها وإلى ما يطيب النفوس ويزكيها. إلى ما يعيد البسمة إلى شفاهنا والكلمات الطيبة الحسنة لتدرج مرة أخرى على ألسنتنا كم نحن في حاجة أن تظللنا في حياتنا في بيوتنا في معاملنا ومدارسنا في أسواقنا ومتاجرنا ومصانعنا أن تضلنا ظلال المحبة الوارثة والأخوة الصادقة والمعاملة الحسنة أحسب أننا كأنما يعيش بعضنا أو يمكن أن نصف أحوالاً كثيرة من أحوالنا كالصحراء الجرداء التي لا ظل فيها ولا ماء لا يجد المرء فيها شيئاً يقيه من حر الشمس ولا من ضراوة العيش لعلي في هذه الكلمات بالغت شيئاً قليلاً غير أني متأكد أن الجميع يلمس حصول هذا الأمر ومن هنا فحديثنا عن وصفة سحرية للسعادة النفسية نغير بها هذا الكدر وذلك الضيق ولعلنا ونحن نتحدث عن هذا نفيء دائماً وأبداً إلى ظلال القرآن والسنة إلى الدستور الرباني والهدي النبوي نحن نرى كم هي الحياة ضيقةٌ في زمانها مهما امتد العمر ستين أو سبعين عاماً فإن أيامه تطوى وإن أعوامه تتوالى فكيف تكون هذه الحياة على هذا النحو من قسوتها وشدتها وذهاب طيبها وحلاوتها ثم ينقلب المرء من بعد إما إلى خير بما قدم من خير وإما إلى غير ذلك نسأل الله عز وجل السلامة